مواجهة لاعب مثل فيني ليست سهلة كونه يمتلك خفة حركة وسرعة كبيرة يستطيع من خلالها تخطي الخصم فضلاً عن كونه مميز تقنياً، فيني من المرواغين الذين يحبذون المرور من الخصم بسرعتهم وبالتالي إبعاد الكرة عن أقدامهم وتوسيع خطواتهم، هذا لا يعني أن فيني ليس جيداً في المساحات الضيقة ولكن يختلف تعامله معها باختلاف جودة مدافعي الخصم ومدى قدرتهم على مواجهته.
أراد بيب ترويض هذا الثعلب اللاتيني من البداية أي عندما تكون الكرة في حيازة لاعبي السيتي وليس فقط بعد فقدها لقتل التحولات من منشأها.
ستونز قدم مباراة جيدة جداً حتى لحظة خروجه متأثراً بإصابته، خصوصاً في موقف التعامل 1vs1 وفي تطبيق الرقابة الوقائية مع لاعب مثل البرازيلي.
لنرَ كيف تعامل بيب مع فنيسيوس وما الاختلاف بين تعامل دينو وستونز.
التواصل مهم جداً بين اللاعبين سواء عن طريق الإشارة أو عن طريق مناداة اللاعب لزميله، كذلك التواصل مع المدرب.
هنا اتضح ما يريده بيب من ستونز عند حيازة الفريق للكرة خصوصاً في مرحلة الإنهاء أو مع وصول السيتي للثلث الأخير، لم يكن الهدف من تمركز ستونز بشكل مستمر أثناء حيازة السيتي هو مجرد خلق زادة عددية في منتصف الملعب أو فتح مسارات تمرير لزملائه فقط بل زد عليهم هدفاً دفاعياً وهو الدفاع الوقائي وتطبيق رقابة وقائية على فيني. يمكن ملاحظة ذلك من من وضعية جسده وحديثه مع بيب وتضح أكثر في الصورة التالية.
يتضح أكثر ما طلبه بيب من مدافعه وما يجب أن يقوم به، وذلك من خلال إشارة ستونز بيديه ناحية فيني.
وبالفعل يبدأ ستونز في خطواته ناحية فيني لتنفيذ ما طلبه منه مدربه ليطبق الرقابة الوقائية.
أصبح ستونز ملازماً لفيني. وهنا نقف قليلاً تطبيق الرقابة الوقائية يتم بشروط الزمكان إذ متى وأين نطبق ذلك المفهوم. يتم تطبيقه عندما يكون الفريق مستحوذاً على الكرة وأكثر تحديداً في الثلث الهجومي الأخير في أماكن يحتمل خسارة الكرة فيها، مع ترابط خطوط الفريق وتقاربها بمسافات مضبوطة. غير محبذ تطبيقه في الثلث الثاني لأن الفريق في مرحلة تقدم وبالتالي من الوارد عدم تمكنه من إيصال الكرة للثلث الأخير، واختراق الخصم فيضطر للعودة للدفاع وهنا يجب على المدافعين توفير مسارات تمرير لزميلهم.
الكرة ستبدأ في مسارها من زينتشينكو إلى فودين، ماذا يفعل ستونز؟يستكشف الملعب حتى لا يفقد اتصاله مع فيني ولا يسقط الهدف الأكبر الذي دخل العمق من أجله.
تتكرر العملية الاستكشافية مرة أخرى. لكن هنا ما نقصده أن الرقابة الوقائية لا تُطبق والكرة مع الفريق في الثلث الثاني. ستونز في العمق كالمعتاد ولكن مع ابتعاده عن فيني لتوفير مسار تمرير إذا تعذر اختراق ريال مدريد في مرحلة التقدم.
حسناً، وضعية أخرى ومفهوم آخر استطاع تطبيقه ستونز في مواجهة لاعب بسرعة وخفة حركة فيني. من المعروف أن وضعية الجسد المحجوبة وهي استلام اللاعب وظهره لمرمى الخصم من محفزات ومثيرات الضغط لكن هنا يجب أن نضيع السياق لتلك العملية، فهناك وضعيات تستلزم الاستباق ووضعيات تستلزم التأخير والانتظار لمساعدة الزملاء. هنا يقوم ستونز بالضغط ولكن لم يستبق فيني للسبب الذي ذكرناه بل يأخذ حذره بوضعية جسده وثني الركبتين حتى يكون في وضع أكثر مرونة، وبالتأكيد اتخذ ستونز المساحة كمرجعية أولى له. لأنه إذا حاول الاستباق وفشل فتنكشف المساحة خلفه.
سيتعرض المدافع للثنائيات أي كان النظام الدفاعي الذي يتبعه الفريق المدافع. هنا تعامل ستونز بمرجعيات ال 1vs1 حيث مكان الكرة والمرمى والوقوف بينهما بزاوية قطرية مع عدم الاندفاع تجاه فيني وانتظار دعم سيلفا له.
وبالفعل أصبحت الوضعية2vs1 في تفوق عددي واضح لستونز وسيلفا.
كرة القدم تدور حول المساحة والزمن، وسياق اللعبة هو ما يفرض رد الفعل الذي على المهاجم والمدافع أن يؤديه. في لعبة الهدف الثالث للسيتي قرر دينو الاستباق والضغط بقوة لقطع الكرة بسبب الوضعية التي يجب على المدافعين التعامل معها إذا استلم فيني ومرر لمودريتش. كذلك تأخر فيني في رؤية دينو بوضعيته الجسدية المحجوبة.
استطاع دينو قطع الكرة وصناعة الهدف بعد المرور من ميندي.
وهنا ما نقصده بالسياق وعلى اللاعب ترجمة تلك الأحداث في الملعب بسرعة ووعي كبير. في الهدف الثالث، اتخذ دينو الخصم كمرجعية أولى. في هذه اللعبة وهي هدف الريال الثاني، كان يجب على دينو اتخاذ المساحة كمرجعية أولى له ويقوم بمبدأ التأخير في مواجهة فيني حتى تأتي المساندة من زملائه القريبيين منه مثلما فعل ستونز وسيلفا. ناهيك عن وضعية الجسد التي ضغط بها بقدمين مفتوحتين، مع تجاهل براعة الفتى البرازيلي.
وهنا ينصح بعدم التصاق المدافع بلاعب سريع مثلا فيني لما يمتلكه من سرعة ومهارة عالية في تخطي الخصوم. وجب التنويه على التماس العذر لدينو لأنه ليس مدافعاً أو ظهيراً لكننا نذكر مبادئ ومفاهيم يجب وضعها في الاعتبار أي كان اللاعب.
Share this post
ستونز وفيني ولماذا خسر دينو المواجهة
Share this post
مواجهة لاعب مثل فيني ليست سهلة كونه يمتلك خفة حركة وسرعة كبيرة يستطيع من خلالها تخطي الخصم فضلاً عن كونه مميز تقنياً، فيني من المرواغين الذين يحبذون المرور من الخصم بسرعتهم وبالتالي إبعاد الكرة عن أقدامهم وتوسيع خطواتهم، هذا لا يعني أن فيني ليس جيداً في المساحات الضيقة ولكن يختلف تعامله معها باختلاف جودة مدافعي الخصم ومدى قدرتهم على مواجهته.
أراد بيب ترويض هذا الثعلب اللاتيني من البداية أي عندما تكون الكرة في حيازة لاعبي السيتي وليس فقط بعد فقدها لقتل التحولات من منشأها.
ستونز قدم مباراة جيدة جداً حتى لحظة خروجه متأثراً بإصابته، خصوصاً في موقف التعامل 1vs1 وفي تطبيق الرقابة الوقائية مع لاعب مثل البرازيلي.
لنرَ كيف تعامل بيب مع فنيسيوس وما الاختلاف بين تعامل دينو وستونز.
التواصل مهم جداً بين اللاعبين سواء عن طريق الإشارة أو عن طريق مناداة اللاعب لزميله، كذلك التواصل مع المدرب.
هنا اتضح ما يريده بيب من ستونز عند حيازة الفريق للكرة خصوصاً في مرحلة الإنهاء أو مع وصول السيتي للثلث الأخير، لم يكن الهدف من تمركز ستونز بشكل مستمر أثناء حيازة السيتي هو مجرد خلق زادة عددية في منتصف الملعب أو فتح مسارات تمرير لزملائه فقط بل زد عليهم هدفاً دفاعياً وهو الدفاع الوقائي وتطبيق رقابة وقائية على فيني. يمكن ملاحظة ذلك من من وضعية جسده وحديثه مع بيب وتضح أكثر في الصورة التالية.
يتضح أكثر ما طلبه بيب من مدافعه وما يجب أن يقوم به، وذلك من خلال إشارة ستونز بيديه ناحية فيني.
وبالفعل يبدأ ستونز في خطواته ناحية فيني لتنفيذ ما طلبه منه مدربه ليطبق الرقابة الوقائية.
أصبح ستونز ملازماً لفيني. وهنا نقف قليلاً تطبيق الرقابة الوقائية يتم بشروط الزمكان إذ متى وأين نطبق ذلك المفهوم. يتم تطبيقه عندما يكون الفريق مستحوذاً على الكرة وأكثر تحديداً في الثلث الهجومي الأخير في أماكن يحتمل خسارة الكرة فيها، مع ترابط خطوط الفريق وتقاربها بمسافات مضبوطة. غير محبذ تطبيقه في الثلث الثاني لأن الفريق في مرحلة تقدم وبالتالي من الوارد عدم تمكنه من إيصال الكرة للثلث الأخير، واختراق الخصم فيضطر للعودة للدفاع وهنا يجب على المدافعين توفير مسارات تمرير لزميلهم.
الكرة ستبدأ في مسارها من زينتشينكو إلى فودين، ماذا يفعل ستونز؟يستكشف الملعب حتى لا يفقد اتصاله مع فيني ولا يسقط الهدف الأكبر الذي دخل العمق من أجله.
تتكرر العملية الاستكشافية مرة أخرى. لكن هنا ما نقصده أن الرقابة الوقائية لا تُطبق والكرة مع الفريق في الثلث الثاني. ستونز في العمق كالمعتاد ولكن مع ابتعاده عن فيني لتوفير مسار تمرير إذا تعذر اختراق ريال مدريد في مرحلة التقدم.
حسناً، وضعية أخرى ومفهوم آخر استطاع تطبيقه ستونز في مواجهة لاعب بسرعة وخفة حركة فيني. من المعروف أن وضعية الجسد المحجوبة وهي استلام اللاعب وظهره لمرمى الخصم من محفزات ومثيرات الضغط لكن هنا يجب أن نضيع السياق لتلك العملية، فهناك وضعيات تستلزم الاستباق ووضعيات تستلزم التأخير والانتظار لمساعدة الزملاء. هنا يقوم ستونز بالضغط ولكن لم يستبق فيني للسبب الذي ذكرناه بل يأخذ حذره بوضعية جسده وثني الركبتين حتى يكون في وضع أكثر مرونة، وبالتأكيد اتخذ ستونز المساحة كمرجعية أولى له. لأنه إذا حاول الاستباق وفشل فتنكشف المساحة خلفه.
سيتعرض المدافع للثنائيات أي كان النظام الدفاعي الذي يتبعه الفريق المدافع. هنا تعامل ستونز بمرجعيات ال 1vs1 حيث مكان الكرة والمرمى والوقوف بينهما بزاوية قطرية مع عدم الاندفاع تجاه فيني وانتظار دعم سيلفا له.
وبالفعل أصبحت الوضعية2vs1 في تفوق عددي واضح لستونز وسيلفا.
كرة القدم تدور حول المساحة والزمن، وسياق اللعبة هو ما يفرض رد الفعل الذي على المهاجم والمدافع أن يؤديه. في لعبة الهدف الثالث للسيتي قرر دينو الاستباق والضغط بقوة لقطع الكرة بسبب الوضعية التي يجب على المدافعين التعامل معها إذا استلم فيني ومرر لمودريتش. كذلك تأخر فيني في رؤية دينو بوضعيته الجسدية المحجوبة.
استطاع دينو قطع الكرة وصناعة الهدف بعد المرور من ميندي.
وهنا ما نقصده بالسياق وعلى اللاعب ترجمة تلك الأحداث في الملعب بسرعة ووعي كبير. في الهدف الثالث، اتخذ دينو الخصم كمرجعية أولى. في هذه اللعبة وهي هدف الريال الثاني، كان يجب على دينو اتخاذ المساحة كمرجعية أولى له ويقوم بمبدأ التأخير في مواجهة فيني حتى تأتي المساندة من زملائه القريبيين منه مثلما فعل ستونز وسيلفا. ناهيك عن وضعية الجسد التي ضغط بها بقدمين مفتوحتين، مع تجاهل براعة الفتى البرازيلي.
وهنا ينصح بعدم التصاق المدافع بلاعب سريع مثلا فيني لما يمتلكه من سرعة ومهارة عالية في تخطي الخصوم. وجب التنويه على التماس العذر لدينو لأنه ليس مدافعاً أو ظهيراً لكننا نذكر مبادئ ومفاهيم يجب وضعها في الاعتبار أي كان اللاعب.
مر الفتى البرازيلي وسجل الهدف الثاني للريال.