الحقيقة إن واحدة من أهم نتائج التطور اللي حصلت في اللعبة هي إن معظم الجمهور بقى شايف طريقة واحدة مثالية لممارسة اللعبة، طريقة واحدة لازم كل الفرق يتم تبطبيعها بيها، مع استغلال مصطلحات رنانة تحسسك إن الموضوع لازم يكون معقد، لازم يكون الفريق ينتهج أسلوب اللعب التموضعي، ولازم يتمركز في مساحات معنية، ولازم يهاجم بطريقة معينة، وقد إيه لو الفريق مش متبني النظام ده فهو فريق فريق عشوائي وغير منظم.
الناس بقت تنظر للعبة وكأنها بتُلعب بواسطة المدربين فقط، واللاعبين هما فقط أدوات مجردة من الخصائص البشرية اللي بتميز اللاعب زي التفكير، الحدس، والإبداع، وإنه يقدر يكون مختلف، يقدر يصنع شيء مش متفق عليه مسبقًا مع المدرب مثلا، محاولة جعل كل شيء ألى.
وهم ال DNA وخداع الجماهير.
في مقال چوناثان ويلسون، اللي كان بعنوان" بالتعاقد مع روبرت ليفاندوفسكي، تخلى برشلونة عن DNA بيب جوارديولا." ، اتكلم عن DNA النادي، وقال إن بعد الأحداث اللي مر بيها نادي برشلونة من ديون وأزمات اقتصادية، فالنادي ممكن يتخلى عن هويته اللي بتميزه، لكن في الحقيقة إن معظم الأندية معندهاش DNA، أو على الأقل ليس بالطريقة اللي بيتم نشر المصطلح بيها.
ويلسون كمان أضاف إن الحمض النووي هو العذر اللي بيتم استخدامه لإعطاء لاعب سابق من أصحاب الخبرة المحدودة "وهنا يقصد التجارب" وظيفة المدير الفني على أمل فعل شيء لأنه يعرف النادي حسب رؤية الإدارة، وإن اللاعب ده هيكون قادر على استحضار النجاح على غرار بيب جوارديولا.
چوناثان ضرب أمثلة أندية عديدة زي تعيين تشيلسي لفرانك لامبارد، تعيين يونايتد اولي غونار سولشاير، وتعيين يوفنتوس أندريا بيرلو. ويلسون قال جملة في بداية المقال، إن أعظم خدعة قام بها بيب جوارديولا على الإطلاق، هي إقناع العالم بوجود الحمض النووي للنادي.
اللعب التموضعي، موضة المشجعين كأسلوب يجب أن تُلعب به كرة القدم.
الحقيقة إن كل ما بيحصل تطور في أسلوب ما في اللعبة أو في الأفكار واللي هي بيتم إعادة إنتاجها وتدويرها من الماضي، بيحصل تطور مضاد ليها، في كيفية إيقافها واستغلال سلبياتها، لأن الكرة لعبة بتتسع للكل، لأنه لا يوجد طريقة صحيحة لممارستها، لأنه من يعرف كرة القدم، لا يعرف كرة القدم زي ما بيقول مورينيو.
اللعب التموضعي أسلوب شامل للعب الكرة، بيتضمن عدد من المبادئ العامة والفرعية اللي تقدر من خلالها تسيطر على المباراة والخصم، هجوميًا ودفاعياً في نفس الوقت، لأنه اللعبة سلسلة متصلة من الأحداث، فلا ندرب كل وضعية على حده. لكن هل الأسلوب ده مثلا بيُطبق مع تجاهل خصائص اللاعبين المطلوبين لتنفيذه؟ الإجابة قطعًا لا.
أسلوب اللعب التموضعي معقد ويحتاج مجهود ذهني وتحضير بدني كبير عشان تقدر تحافظ على لاعيبتك أثناء المباراة، وميسقطوش ذهنيًا بسهولة، ودي كانت واحدة من أهم مشاكل سيتي مع جوارديولا في كثير من الفترات وفي مباريات زي ليفربول وريال مدريد، والناس بتهمل الجانب ده، وكأن اللاعبين دول مكن وألات، ونردد كلمات الفوز بالحظ الكلي، ودي صدفة وغيره. اللعبة فعلا فيها قدر لا بأس بيه من العشوائية والصدفة ودور المدرب إنه ينظم اللعبة ويضع حد ليها، لكن في مدربين بتقدر تستغلها لصالحها وتصنع مخاطر منها. فمع سقوط اللاعب ذهنيًا أثناء المباراة وتوالي الأحداث، صعب ترجعه مرة تانية للجيم، وهنا بتتأثر قرارت اللاعب على المستويين التكتيكي والتكنيكي.
هل خلع تشافي قناع اللعب التموضعي، وارتدى قناع كارلو أنشيلوتي؟
لممارسة أي أسلوب لعب، الفريق بيحتاج لتفاعل وتناغم اللاعبين مع بعضهم البعض، لأن اللعبة تُلعب بواسطة اللاعبين، وهنا خصائص اللاعبين ومدى جودتهم هي اللي بتحدد أسلوب اللعب، كذلك خصائص لاعبي الخصم، لأن في كرة القدم، كل شيء معقد مادام هناك خصم زي ما قال بول سارتر. لكن مع التحضير لكل ده، الظروف ممكن متخدمش الفريق زي رحيل لاعبين معينين دون تعويضهم، إصابات تضرب الفريق في وقت صعب من الموسم، الحالة النفسية الذهنية للفريق بعد خسارات متتالية، وكذلك حالة لاعبي الخصم.
في مباراة أمس، ما فعله تشافي كان رد قوي على كثير من المتطرفين في أرائهم للعبة، تشافي تخلى عن مبدأ من مبادئ لعبه وهو الاستحواذ والسيطرة على الكرة وقدر فعلا يمنع خطورة الريال بشكل كبير، بجانب إن كثير من قرارات لاعبي الريال كانت سيئة في الثلث الأخير، وتشافي أُجبر على كده، بسبب غياب عناصر مهمة زي بيدري وديمبيلي وليفا. وقرر يأخذ دور البراجماتي نوعا ما اللي كثير من الجماهير بتعيب عليهم.
اللي عمله تشافي ده ميقولش إنه تخلى عن الأسلوب كليةً، ولكنه غير استراتيجيته، وتخلى عن مبدأ ما من مبادئ أسلوبه ولو مؤقتًا، وده نفس اللي عمله بيب في مواجهة أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي، وفي مواجهة برايتون في الدوري، بسبب طريقة ضغط الخصم اللي خنقت بيب وجعلته يلجأ للعب الكرة الطولية، فهل هنا نقول إنه بيب بقا خلاص براجماتي وتخلى عن أسلوبه؟ بالتأكيد لا. وهنا نقدر نقول إنه اتبع أسلوب صناعة المخاطر عن طريق المباشرة وتحويل المباراة لمباراة ملاكمة، ولكنها منظمة مع تعديل الاستراتيجية العامة.
بالنسبة لمدرب زي أنشيلوتي، فهو مش من النوع صاحب الأسلوب الواحد، ويمكن مش من التوب تكتيكيًا في ساحة المدربين من وجهة نظر الكثيرين، لكنه من أفضل المدربين في التعامل مع اللاعبين ذهنيًا ونفسيًا، وإخراج أفضل ما فيهم، ووضع إطار تكتيكي عام للاعبيه عشان يساعدهم على الحرية أكثر، تطوير علاقات اللاعبين داخل الملعب على المستوى العاطفي والاجتماعي، إظهار إمكانياتهم بشكل أكبر مع اختلاف الخصوم، بجانب كيفية إدارته لغرفة الملابس وده اللي صرح بيه جوارديولا قبل كده، وقال إنه اتأثر بكارلو في الجانب ده، بجانب زيارته لكارلو في سنواته التدريبية الأولى في مدينة ميلان وتشاورهم في أمور كرة القدم وغيرها.
في النهاية، الاختلاف في اللعبة مطلوب، وضروري، لأنه من غير الاختلاف، فاللعبة هتنقرض وهتموت.
Share this post
نظامية بيب جوارديولا، لماذا يجب ألا تُلعب كرة القدم بطريقة مختلفة؟
Share this post
الحقيقة إن واحدة من أهم نتائج التطور اللي حصلت في اللعبة هي إن معظم الجمهور بقى شايف طريقة واحدة مثالية لممارسة اللعبة، طريقة واحدة لازم كل الفرق يتم تبطبيعها بيها، مع استغلال مصطلحات رنانة تحسسك إن الموضوع لازم يكون معقد، لازم يكون الفريق ينتهج أسلوب اللعب التموضعي، ولازم يتمركز في مساحات معنية، ولازم يهاجم بطريقة معينة، وقد إيه لو الفريق مش متبني النظام ده فهو فريق فريق عشوائي وغير منظم.
الناس بقت تنظر للعبة وكأنها بتُلعب بواسطة المدربين فقط، واللاعبين هما فقط أدوات مجردة من الخصائص البشرية اللي بتميز اللاعب زي التفكير، الحدس، والإبداع، وإنه يقدر يكون مختلف، يقدر يصنع شيء مش متفق عليه مسبقًا مع المدرب مثلا، محاولة جعل كل شيء ألى.
وهم ال DNA وخداع الجماهير.
في مقال چوناثان ويلسون، اللي كان بعنوان" بالتعاقد مع روبرت ليفاندوفسكي، تخلى برشلونة عن DNA بيب جوارديولا." ، اتكلم عن DNA النادي، وقال إن بعد الأحداث اللي مر بيها نادي برشلونة من ديون وأزمات اقتصادية، فالنادي ممكن يتخلى عن هويته اللي بتميزه، لكن في الحقيقة إن معظم الأندية معندهاش DNA، أو على الأقل ليس بالطريقة اللي بيتم نشر المصطلح بيها.
ويلسون كمان أضاف إن الحمض النووي هو العذر اللي بيتم استخدامه لإعطاء لاعب سابق من أصحاب الخبرة المحدودة "وهنا يقصد التجارب" وظيفة المدير الفني على أمل فعل شيء لأنه يعرف النادي حسب رؤية الإدارة، وإن اللاعب ده هيكون قادر على استحضار النجاح على غرار بيب جوارديولا.
چوناثان ضرب أمثلة أندية عديدة زي تعيين تشيلسي لفرانك لامبارد، تعيين يونايتد اولي غونار سولشاير، وتعيين يوفنتوس أندريا بيرلو. ويلسون قال جملة في بداية المقال، إن أعظم خدعة قام بها بيب جوارديولا على الإطلاق، هي إقناع العالم بوجود الحمض النووي للنادي.
اللعب التموضعي، موضة المشجعين كأسلوب يجب أن تُلعب به كرة القدم.
الحقيقة إن كل ما بيحصل تطور في أسلوب ما في اللعبة أو في الأفكار واللي هي بيتم إعادة إنتاجها وتدويرها من الماضي، بيحصل تطور مضاد ليها، في كيفية إيقافها واستغلال سلبياتها، لأن الكرة لعبة بتتسع للكل، لأنه لا يوجد طريقة صحيحة لممارستها، لأنه من يعرف كرة القدم، لا يعرف كرة القدم زي ما بيقول مورينيو.
اللعب التموضعي أسلوب شامل للعب الكرة، بيتضمن عدد من المبادئ العامة والفرعية اللي تقدر من خلالها تسيطر على المباراة والخصم، هجوميًا ودفاعياً في نفس الوقت، لأنه اللعبة سلسلة متصلة من الأحداث، فلا ندرب كل وضعية على حده. لكن هل الأسلوب ده مثلا بيُطبق مع تجاهل خصائص اللاعبين المطلوبين لتنفيذه؟ الإجابة قطعًا لا.
أسلوب اللعب التموضعي معقد ويحتاج مجهود ذهني وتحضير بدني كبير عشان تقدر تحافظ على لاعيبتك أثناء المباراة، وميسقطوش ذهنيًا بسهولة، ودي كانت واحدة من أهم مشاكل سيتي مع جوارديولا في كثير من الفترات وفي مباريات زي ليفربول وريال مدريد، والناس بتهمل الجانب ده، وكأن اللاعبين دول مكن وألات، ونردد كلمات الفوز بالحظ الكلي، ودي صدفة وغيره. اللعبة فعلا فيها قدر لا بأس بيه من العشوائية والصدفة ودور المدرب إنه ينظم اللعبة ويضع حد ليها، لكن في مدربين بتقدر تستغلها لصالحها وتصنع مخاطر منها. فمع سقوط اللاعب ذهنيًا أثناء المباراة وتوالي الأحداث، صعب ترجعه مرة تانية للجيم، وهنا بتتأثر قرارت اللاعب على المستويين التكتيكي والتكنيكي.
هل خلع تشافي قناع اللعب التموضعي، وارتدى قناع كارلو أنشيلوتي؟
لممارسة أي أسلوب لعب، الفريق بيحتاج لتفاعل وتناغم اللاعبين مع بعضهم البعض، لأن اللعبة تُلعب بواسطة اللاعبين، وهنا خصائص اللاعبين ومدى جودتهم هي اللي بتحدد أسلوب اللعب، كذلك خصائص لاعبي الخصم، لأن في كرة القدم، كل شيء معقد مادام هناك خصم زي ما قال بول سارتر. لكن مع التحضير لكل ده، الظروف ممكن متخدمش الفريق زي رحيل لاعبين معينين دون تعويضهم، إصابات تضرب الفريق في وقت صعب من الموسم، الحالة النفسية الذهنية للفريق بعد خسارات متتالية، وكذلك حالة لاعبي الخصم.
في مباراة أمس، ما فعله تشافي كان رد قوي على كثير من المتطرفين في أرائهم للعبة، تشافي تخلى عن مبدأ من مبادئ لعبه وهو الاستحواذ والسيطرة على الكرة وقدر فعلا يمنع خطورة الريال بشكل كبير، بجانب إن كثير من قرارات لاعبي الريال كانت سيئة في الثلث الأخير، وتشافي أُجبر على كده، بسبب غياب عناصر مهمة زي بيدري وديمبيلي وليفا. وقرر يأخذ دور البراجماتي نوعا ما اللي كثير من الجماهير بتعيب عليهم.
اللي عمله تشافي ده ميقولش إنه تخلى عن الأسلوب كليةً، ولكنه غير استراتيجيته، وتخلى عن مبدأ ما من مبادئ أسلوبه ولو مؤقتًا، وده نفس اللي عمله بيب في مواجهة أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي، وفي مواجهة برايتون في الدوري، بسبب طريقة ضغط الخصم اللي خنقت بيب وجعلته يلجأ للعب الكرة الطولية، فهل هنا نقول إنه بيب بقا خلاص براجماتي وتخلى عن أسلوبه؟ بالتأكيد لا. وهنا نقدر نقول إنه اتبع أسلوب صناعة المخاطر عن طريق المباشرة وتحويل المباراة لمباراة ملاكمة، ولكنها منظمة مع تعديل الاستراتيجية العامة.
بالنسبة لمدرب زي أنشيلوتي، فهو مش من النوع صاحب الأسلوب الواحد، ويمكن مش من التوب تكتيكيًا في ساحة المدربين من وجهة نظر الكثيرين، لكنه من أفضل المدربين في التعامل مع اللاعبين ذهنيًا ونفسيًا، وإخراج أفضل ما فيهم، ووضع إطار تكتيكي عام للاعبيه عشان يساعدهم على الحرية أكثر، تطوير علاقات اللاعبين داخل الملعب على المستوى العاطفي والاجتماعي، إظهار إمكانياتهم بشكل أكبر مع اختلاف الخصوم، بجانب كيفية إدارته لغرفة الملابس وده اللي صرح بيه جوارديولا قبل كده، وقال إنه اتأثر بكارلو في الجانب ده، بجانب زيارته لكارلو في سنواته التدريبية الأولى في مدينة ميلان وتشاورهم في أمور كرة القدم وغيرها.
في النهاية، الاختلاف في اللعبة مطلوب، وضروري، لأنه من غير الاختلاف، فاللعبة هتنقرض وهتموت.